بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (١٤٢).
ووعدنا موسى ثلاثين ليلة ، أى تمام ثلاثين ليلة ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وهو فى موضع المفعول الثانى لوعدنا ، ولا يجوز أن يكون (ثلاثين) منصوبا على الظرف لأن الوعد لم يكن فى الثلاثين ، فتم ميقات ربه أربعين ليلة. وأربعين ليلة ، منصوب على الحال كأنه قال : فتم ميقات ربه معدودا أربعين ليلة ، وقال موسى لأخيه هرون ، هرون مجرور على البدل من أخيه أو على عطف البيان ، وقرئ هرون بالضم على أنه منادى مفرد ، وحذف حرف النداء ، وتقديره ، يا هرون ، والمنادى المفرد مبنى على الضم.
قوله تعالى : (جَعَلَهُ دَكًّا) (١٤٣).
يقرأ : دكّا بتنوين من غير مدّ ، ودكّا بمد من غير تنوين. فمن قرأ بتنوين من غير مد فهو منصوب من وجهين :
أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر من : دككت الأرض دكّا ، إذا جعلتها مستوية.
والثانى : أن يكون منصوبا على المفعول وفيه حذف مضاف لأن الفعل الذى قبله ليس من لفظه وهو (جعل) ، وتقديره ، فجعله ذا دكّ ، أى ، ذا استواء. ومن قرأ : دكاء بالمد من غير تنوين ، فالتقدير فيه : فجعله مثل أرض دكاء ، أى ، مستوية ، ولم ينصرف لأنه مثل (حمراء) فى آخره ألف التأنيث الممدودة ، وألف التأنيث تقوم مقام سببين فى منع الصرف ، سواء كانت ممدودة أو مقصورة ، لأنها صيغت عليها الكلمة فى أول أحوالها فصار التأنيث ولزومه قائما مقام سببين ، وليست كذلك التاء فى نحو : طلحة وحمزة.
قوله تعالى : (مِنْ حُلِيِّهِمْ) (١٤٨).