وأما الثانى : وهو تحقيق الأولى وجعل الثانية بين بين ، فهو قوى فى القياس لأنّ به يزول استثقال الجمع بين الهمزتين ، وجعل الثانية بين بين أولى من الأولى لأنّ بها يقع الاستثقال ، ولهذا أجمعوا على ذلك فى (آمن) وما أشبهه.
وأمّا الثالث : وهو (أاأنذرتهم) بإدخال الألف بين الهمزتين وتحقيقهما فزادوا الألف استثقالا لاجتماع الهمزتين كما زادوها للفصل فى تأكيد فعل جماعة النسوة نحو ، اضربنان يا نسوة.
وأما الرابع : (آأنذرتهم) بإدخال ألف بين الهمزتين وتحقيق الأولى ، وتخفيف الثانية بجعلها بين بين فإنما خففوا الثانية بجعلها بين بين لأنهم أرادوا التخفيف من جهتين.
وأما الخامس : وهو (عليهم انذرتهم) بحذف الهمزة الأولى وإلقاء حركتها على الميم ، فإنّهم حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا ، وألقوا حركتها على السّاكن قبلها ، لأنّ من عادتهم إذا خفّفوا الهمزة بالحذف وقبلها ساكن أن يلقوا حركتها عليه. كقولهم : من أبوك ، وكم ابلك ، وما أشبه ذلك.
وأما السادس : وهو (أنذرتهم) بهمزة واحدة ، فعلى حذف همزة الاستفهام ، وهو ضعيف فى كلامهم (١) وإنما جاء فى الشّعر ، كقول الشاعر :
٦ ـ شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر (٢)
أراد : أشعيث؟
وكقول الآخر :
٧ ـ بسبع رمين الجمر أم بثمان (٣)
__________________
(١) ب : (القياس)
(٢) الشطر الثانى لبيت من شواهد سيبويه ١ / ٤٨٥ ، وهو للأسود بن يعفر التميمى. وصدره :
لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا
(٣) الشطر الثانى لبيت من شواهد سيبويه ١ / ٤٨ وهو لعمر بن أبى ربيعة. وصدره :
لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا