وكذلك التاء فى (بنت) زيدت ليلتحق ببناء جذع وحمل ، وأصله (بنية) بالياء فحذفت الياء وكسرت الباء ، لتدل على حذف الياء ، وقيل : إنها بدل من الواو (كأخت) وليس هنا موضع الكلام عليه.
وبغيّا ، أصله (بغويا) على فعول ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن ، قلبوا الواو ياء ، وجعلوهما ياء مشددة ، وكسرت الغين لمجاورتها الياء ، لأنها من جنسها ، وفعول فى هذا الموضع بمعنى (فاعلة) ، ولهذا جاء بغير تاء ، وهو صفة للمؤنث كقولهم : امرأة صبور وشكور ، وكما يأتى فعول بغير هاء إذا كان بمعنى مفعول كقوله تعالى :
(فَمِنْها رَكُوبُهُمْ)(١).
ولا يجوز أن يكون (بغيا) فى الأصل على فعيل ، لأنه لو كان فى الأصل على فعيل ، كان يجب أن تدخله تاء التأنيث ، لأن فعيلا إذا كان بمعنى فاعل ، فإنه تدخله تاء التأنيث ، نحو (شريفة وظريفة ولطيفة) ، وإنما تحذف الهاء من فعيل إذا كان بمعنى مفعول ، نحو (كف خضيب ، وعين كحيل ، ولحية دهين) ، أى ، (كف مخضوبة ، وعين مكحولة ، ولحية مدهونة) ، فلما أتى (بغىّ) ههنا بغير تاء وهو بمعنى فاعل ، علم أنه فى الأصل على وزن فعول لا على فعيل.
قوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) (٢٩).
كان ، فيها ثلاثة أوجه :
الأول : أن تكون بمعنى (حدث ووقع) فيكون (صبيا) منصوبا على الحال من الضمير فى (كان).
والثانى : أن يكون بمعنى (صار) ، فيكون (صبيّا) منصوبا لأنه خبر (صار).
__________________
(١) ٧٢ سورة يس.