نورث ، مضارع (أورث) ، وهو يتعدى إلى مفعولين ، الأول منهما محذوف وهو الهاء ، التى وقعت عائدا إلى الاسم الموصول الذى هو التى ، وتقديره ، نورثها ، والمفعول الثانى (مَنْ كانَ تَقِيًّا).
ومن عبادنا ، يتعلق (بنورث) وتقديره ، (تلك الجنة التى نورثها من كان تقيا من عبادنا).
قوله تعالى : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ) (٦٤).
تقديره ، قل ما نتنزّل إلّا بأمر ربّك. فحذف (قل) ، وحذف القول كثير فى كلامهم ، وفى كتاب الله تعالى.
وله ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ، فى هذه الآية ، دلالة على أنّ الأزمنة ثلاثة ، ماض وحاضر ومستقبل.
قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ) (٦٤ ، ٦٥).
ربّ السّموات والأرض ، فى رفعه ثلاثة أوجه.
الأول : أن يكون مرفوعا لأنه بدل من قوله : (ربّك) فى قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ) وهو اسم كان.
والثانى : أن يكون خبر مبتدأ مقدّر ، وتقديره ، هو ربّ السّموات والأرض.
والثالث : أن يكون مبتدأ وخبره (فاعبده) عند أبى الحسن الأخفش ، لأنه يجوز أن تزاد الفاء فى خبر المبتدأ ، وإن لم يكن المبتدأ اسما موصولا ، أو نكرة موصوفة ، ويجوز عنده (زيد فمنطلق) ، ويكون (منطلق) خبر (زيد) ، والفاء زائدة ، والأكثرون على أنّ الفاء عاطفة لا زائدة ، عطفت جملة على جملة ، وتقديره ،