قوله تعالى : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ) (٤٠)
اثنين ، فى موضع نصب لأنه مفعول (احمل).
وأهلك ، معطوف عليه.
ومن سبق ، فى موضع نصب على الاستثناء من أهلك
ومن آمن ، فى موضع نصب لأنّه معطوف على اثنين ، أو على أهلك.
قوله تعالى : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) (٤١).
مجراها ، فيه ثلاثة أوجه.
الأوّل : أن يكون منصوبا على تقدير حذف ظرف مضاف إلى مجراها. ومرساها ، عطف عليه ، وتقديره ، باسم الله وقت إجرائها وإرسائها ، أى ، اركبوا فيها متبرّكين باسم الله تعالى فى هذين الوقتين. وباسم الله ، متعلق بمحذوف فى موضع النصب على الحال من الواو فى (اركبوا) ، وباسم الله ، هو العامل فى (مجراها) على التقدير الّذى ذكرنا.
وفى التّفسير ما يدل على أنه منصوب على الظرف. قال الضحّاك (*) : كان يقول وقت جريها باسم الله فتجرى ، ووقت إرسائها باسم الله فترسى. ولا يجوز أن يكون العامل فى (مجراها ومرساها) إذا كان ظرفا ، اركبوا ، لأنه لم يرد اركبوا فيها وقت الجرى والرسوّ ، وإنما المعنى ، سمّوا الله وقت الجرى والرسوّ.
الثانى : أن يكون مجراها فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وباسم الله ، خبره ، وتقديره ، باسم الله إجراؤها وإرساؤها ، وكانت الجملة فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (فيها) لأن فى الجملة ضميرا عائدا على الهاء فى (فيها) وهو (ها) فى مجراها.
والثالث : أن يكون مجراها ، فى موضع رفع بالظرف ، ويكون الظرف حالا
__________________
(*) الضحاك هو أبو عاصم الضحاك بن مخلّد الشيبانى البصرى. من شيوخ المحدثين وحفاظهم ت ٢١٢ ه.