هذا زيد فهو منطلق. فزيد ومنطلق ، كلّ واحد منهما خبر مبتدإ محذوف على ما بيّنّا.
قوله تعالى : (أَإِذا (١) ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) (٦٦).
إذا ، ظرف فى موضع نصب بفعل مقدر ، وتقديره ، إذا ما مت بعثت ، ولا يجوز أن يعمل فيه (أخرج) لأنّ ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها ، كما أنّ ما بعد (إنّ والشرط والاستفهام والنفى) كذلك.
قوله تعالى : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) (٦٨).
جثيّا ، منصوب على الحال ، إن جعلت (جثيّا) جمع (جاث) ، وعلى المصدر إن لم تجعله جمعا ، وجعلته مصدرا.
جثا يجثوا جثوّا (٢). وأصله (جثوو) ، على فعول على كلا الوجهين ، إلّا أنهم استثقلوا اجتماع ضمتين وواين متطرفتين ، فأبدلوا من الضّمة كسرة ، وقلبوا الواو الأخيرة ياء ، لأنّ الأولى مدّة كالألف فى (كساء وسماء) ، فصار (جثوى) ، فاجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن ، فقلبوا الواو وجعلوهما ياء مشددة ، فصارت (جثيّا).
ومنهم من يقرأ بكسر الجيم ، يتبع الكسر الكسر ، طلبا للمجانسة والخفّة.
قوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ) (٦٩).
قرئ بالرفع والنصب.
فأما الرفع وهى القراءة المشهورة ، فاعلم أنّ مذاهب البصريين والكوفيين اختلفت. فأما البصريون فذهب أكثرهم إلى أنّ (أيّهم) فى موضع نصب ب (لننزعنّ) ، وأن الضمة فيه ضمة بناء ، لأن القياس يقتضى أن تكون (أىّ) مبنية لوقوعها موضع
__________________
(١) (إذا) فى أ.
(٢) (جثى) بالياء فى أ ، ب ـ و (جثيا) فى ب ـ و (جثوا) بدل (جثوو).