وقرئ أيضا : (وريئا) على وزن (وريعا) ، بتقديم الياء على الهمزة
فمن قرأ (ورئيا) بالهمز أتى به على الأصل ، لأنه من (رأيت).
ومن قرأ : (وريّا) بغير همز ، أبدل من الهمزة ياء ، لانكسار ما قبلها لأن كل همزة ساكنة فإنها يجوز أن تقلب ياء إذا كانت قبلها كسرة ، وههنا قبلها كسرة ، جاز أن تقلب ياء ، كما قالوا فى بئر بير ، وفى ذئب ذيب ، فلما قلبت ياء ، أدغمت فى الياء التى هى لام الكلمة ، فصار (ريّا).
ومن قرأ (وريئا) على وزن (وريعا) ، فإنه قلب اللام إلى موضع العين ، واللام ياء والعين همزة ، كقولهم : قسىّ. فإذا جاز أن يقدموا اللام على الفاء فى (أشياء) وأصلها (شيئاء) ، فلأن يجوز أن يقدموا اللام على العين أولى.
وقد قرئ : أحسن أثاثا وزيّا. بالزاى المعجمة ، والزى معروف ، وأصله : زوى ، إلا أنه قلبت منه الواو ياء ، لسكونها وانكسار ما قبلها. وأما قولهم فلان يتزيّا بكذا. فأصله أن يقال : يتزوّى. إلا أنهم قالوا : يتزيّا ، بالياء لأنسهم بها فى (زىّ) ، كما قالوا : أرياح ، لأنسهم بها فى (ريح) ، وكما قالوا : أعياد ، وأصلها الواو ، لأنسهم بها فى (عيد) ، وكما قالوا : مياثيق ، وأصله الواو ، لأنسهم بها فى (ميثاق). وكقول الشاعر :
١٢٢ ـ إن ديّموا جاد وإن جادوا وبل (١)
وأصل : ديّموا ، الواو ، لأنه من الدوام ، لأنسهم بها فى (ديمة) فى حروف صالحة فكذلك ههنا.
__________________
(١) قال ابن جنى : أنشد أبو زيد :
هو الجواد ابن الجواد ابن سبل |
|
إن دوّموا جاد وإن جادوا وبل |
ورواه أيضا (ديموا) بالياء. الخصائص ١ / ٣٥٥. وسبل : فرس نجيبة فى العرب.