ومن قرأ بكسر الهمزة فعلى الابتداء ، لأنّ النداء فى معنى القول ، و (إنّ) تكسر بعد القول لأنها فى تقدير الابتداء.
وطوى ، يقرأ بتنوين وغير تنوين.
فمن نوّن جعله منصرفا اسما للمكان غير معدول ، كجعل وصرد وحرد.
ومن لم ينوّن جعله غير منصرف لوجهين. أحدهما : أن يكون غير منصرف للتأنيث والتعريف. والثانى : أن يكون غير منصرف للتعريف والعدل عن (طاو) ، كما عدل : عمر ، وجشم ، وقثم ، وثقل عن عامر وجاشم وقائم وثاقل ، وهو فى موضع جر على البدل من الوادى فى كلا الوجهين.
قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤).
يجوز أن يكون (ذكر) مضافا إلى المفعول ، أى ، لتذكرنى ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ، أى ، لأذكرك ، وإضافة المصدر إلى المفعول والفاعل كثير فى كتاب الله تعالى وكلام العرب.
قوله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ) (١٥).
أخفيها ، فيه وجهان. أحدهما : أن تكون الهمزة فيه همزة السّلب ، أى : أريد إخفاءها ، كما تقول : أشكيت الرجل ، إذا أزلت شكايته ، وأعجمت الكتاب ، إذا أزلت عجمته. والثانى : أن يكون المعنى ، إنّ الساعة أكاد أخفيها عن نفسى فكيف أظهرها لكم.
واللام فى (لتجزى) متعلقة ب (أخفيها).
ويحكى عن أبى الحسن الأخفش أنه كان يقف وقفة لطيفة على قوله : (أكاد) ، ثم يبتدئ ويقرأ : أخفيها لتجزى كلّ نفس ، فكأنه إنما وقف تلك الوقفة ، ليبيّن لك أن اللام من قوله : (لتجزى) ، تتعلق ب (أخفيها) ، لا ب (آتية).