الجملة من المبتدأ والخبر فى موضع نصب على الحال. والثانى أن يكون قد أثبت الألف ليطابق بين رءوس الآى ، فأشبع الفتحة فتولدت منها ألف. كقول الشاعر :
١٣٠ ـ وأنت من الغوائل حين ترمى |
|
ومن ذمّ الرّجال بمنتزاح (١) |
أى بمنتزح. فأشبع الفتحة فنشأت الألف. والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (٧٨).
الجار والمجرور فى موضع نصب على الحال ، والمفعول الثانى محذوف ، وتقديره ، فأتبعهم فرعون عقوبته بجنوده ، أى ، معه جنوده.
فغشيهم من اليمّ ما غشيهم. أى ، من ماء اليم. وما غشيهم ، فى موضع رفع لأنه فاعل ، وكان حق الكلام. فغشيهم من ماء اليم شدّته. فعدل إلى لفظة (ما) لما فيها من الإبهام تهويلا للأمر ، وتعظيما للشأن ، لأنه أبلغ من التعيين لأن الوهم يقف فى التعيين على الشىء المعين ، ولا يقف عند الإبهام ، بل يتردد فى الأشياء المختلفة ، فيكون أبلغ تخويفا وتهديدا.
قوله تعالى : (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) (٨٠).
جانب الطّور ، منصوب لأنه مفعول ثان ل (وعدناكم) ، ولا يكون منصوبا على الظرف ، لأنه ظرف مكان مختص ، وإنما الظرف منها ما كان مبهما غير مختص ، والتقدير ، وعدناكم إتيان جانب الطور الأيمن. ثم حذف المضاف.
قوله تعالى : (وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢).
__________________
(١) من شواهد ابن جنى ، وقد نسبه إلى ابن هرمة. الخصائص ١ / ٤٢ ، ٢ / ٣١٦ ، ٣ / ١٢١ ، أراد الشاعر بمنتزح ، فأشبع الفتحة فنشأت عنها الألف.