(نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ)(١)
أى ، تركوا طاعة الله فتركهم فى النار. والثانى : أن يكون فاعل (نسى) (موسى) أى ، ترك موسى ذلك وأعرض عنه ، والأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (يَا بْنَ أُمَّ) (٩٤).
يقرأ بفتح الميم وكسرها.
فمن قرأه بالفتح ففيه وجهان. أحدهما : أن يكون أراد (يا بن أمّى) ، بفتح الياء فأبدل من الكسرة فتحة ، ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذف الألف تخفيفا ، لأن الفتحة تدل عليها ، وذهب بعض النحويين إلى أنه بنى أحد الاسمين مع الآخر ، وفتحوا الميم من (أمّ) إتباعا لفتحة النون من (ابن) ، كما فتحوا الدال من قولهم : يا زيد بن عمرو. إتباعا لفتحة النون من (ابن).
ومن قرأ بالكسر ، أراد (يا ابن أمّى) إلا أنه حذف الياء لأن الكسرة قبلها تدل عليها ، والأصل إثباتها لأن الياء إنما تحذف فى النداء من المنادى المضاف ، نحو ، يا قوم ويا عباد ، وما أشبهه ، والأمّ ليست بمناداة ، وإنما المنادى هو (الابن) ، إلا أنه حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها على ما قدمنا.
قوله تعالى : (لَنْ تُخْلَفَهُ) (٩٧).
يقرأ بكسر اللام وفتحها.
فمن قرأ بكسر اللام كان مضارع (أخلفت الموعد) والمفعول الثانى على هذه القراءة ، محذوف والتقدير فى (لن تخلفه) (لن يخلف الله الموعد الذى قدّر أن سيأتيه). لأنّ (أخلف) يتعدى إلى مفعولين.
ومن قرأ بفتح اللّام ، فهو فعل ما لم يسمّ فاعله وفيه ضمير المخاطب ، وهو مرفوع
__________________
(١) ٦٧ سورة التوبة.