لاستحالة حمل الكلام على ظاهره ، لأنه يؤدى إلى أن يكون (إذا متم) ، خبرا عن الكاف والميم فى (أنكم). وإذا ظرف زمان ؛ وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث ، ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال : زيد يوم الجمعة ، فوجب ان يكون الإخراج مقدرا ، وبهذا التقدير ، يندفع اعتراض من زعم أن البدل إنما يصحّ بعد تمام (أنّ) بصلتها وهى اسمها وخبرها ، لأن إنما يصح إذا لم يقدر حذف مضاف ، فأما إذا قدر حذف مضاف وقد تمت (أنّ) بصلتها.
والثانى : أن يكون تأكيدا للأولى وتقديره ما قدمنا ، وبذلك التقدير يندفع أيضا قول من يقول : إن التأكيد إنما يجوز بعد تمام (أن) باسمها وخبرها ، إذ تمت به (أنّ) باسمها وخبرها.
والثالث : أن يكون فى موضع رفع بالظرف ، وهو «إذا» على قول الأخفش ، والعامل فى «إذا» مقدر ، وتقديره ، أيعدكم وقت موتكم وكنتم ترابا إخراجكم. فيكون الظرف وما رفع به ، خبر «أنّ» ، ولا يجوز أن تعمل فى «إخراجكم» لأنه يصير فى صلة «إخراجكم» ، لأنه مصدر ، وصلة المصدر لا عليه ، لأنه لا يجوز أن تتقدم الصلة على الموصول. ولا يجوز أيضا أن تعمل فى «إذا» لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف.
قوله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) (٣٦).
هيهات ، اسم لبعد ، وهو فعل ماض ولهذا كان مبنيّا ، وهو يفتقر إلى فاعل ، وفاعله مقدر ، وتقديره ، هيهات إخراجكم هيهات إخراجكم. وقيل موضعه نصب ، كأنه موضوع موضع المصدر ، كأنه قيل : بعد بعدا لما توعدون. وقيل : موضعه رفع بالابتداء ، ولما توعدون خبره. ولو كان كذلك لكان ينبغى ألا تنبنى «هيهات» لأن البعد معرب فلا ينبغى أن يبنى ما قام مقامه ، وإنما يبنى لأنه قام مقام «بعد» كشتان وسرعان ووشكان. فإنها بنيت لقيامها مقام «شتّ وسرع ووشك». والوقف عليه