والثانى : أنالو قدرنا أن الياء زائدة ، إلا أنا نقول : أصله. حييوت على فعلوت بفتح العين من (الحياة) كالرّغبوت والرّهبوت ، إلا أنه أسكنت العين لاجتماع المثلين ، كما أبدل فى (الحيوان) كراهية لاجتماع المثلين. فوقع الإدغام.
وأما (حيوان) اسم موضع باليمن ، فوزنه (فيعال) والنون فيه أصلية لا زائدة فلا يردّ نقصا. وأما (حيوة) اسم رجل فأصله (حيّة) إلا أنه لما كان اسما علما والأعلام كثيرا ما يعدل بها عن قياس كلامهم ، أدخلوا عليه ضربا من التغيير ، فأبدلوا من الياء الثانية واوا ، على خلاف القياس كما فعلوا ذلك فى كثير من الأعلام. نحو (مزيد ومدين وموهب ومورق) إلى غير ذلك. وقد ذكرنا فى هذا كلاما كافيا ، وبيناه بيانا شافيا فى كتاب (شفاء السائل عن رتبة الفاعل).
قوله تعالى : (وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٦٦).
قرئ بكسر اللام وسكونها ، وهى لام الأمر ومعناه التهديد ، فمن قرأ بالكسر فعلى الأصل ، ومن سكّن فعلى التخفيف ، كما قالوا فى (كتف كتف) ، وهذا التخفيف إنما يجوز فى لام الأمر ، ولا يجوز فى لام (كى) ، وإنما كان ذلك لأنّ لام (كى) حذف بعدها (أن) بخلاف لام الأمر ، فلا يجوز أن تحذف حركتها لمكان الحذف ، فبان الفرق بينهما والله أعلم.