«غريب إعراب سورة الجمعة»
قوله تعالى : (رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) (٢).
منهم ، فى موضع نصب لأنه صفة ل (رسول) ، وكذلك قوله تعالى : (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) ، وكذلك ما بعده من المعطوف عليه.
قوله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) (٣).
آخرين ، يحتمل وجهين ، النصب والجر ، فالنصب من وجهين.
أحدهما : أن يكون منصوبا بالعطف على الهاء والميم فى (يعلمهم).
والثانى : أن يحمل على معنى (يتلو عليهم آياته) ، لأنه فى معنى (يعرفهم آياته) ، والجر بالعطف على قوله تعالى : (فِي الْأُمِّيِّينَ) ، وتقديره ، بعث فى الأميين رسولا منهم وفى آخرين. و (من) فى (منهم) للتبيين ، وليس (من) التى تصحب أفعل ، نحو : زيد أفضل من عمرو. لأنه لا يجوز أن يقال : الزيدون أفضلون من عمرو. لأنه وإن كان (آخر) على أفعل كأفضل ، إلا أنه ليس بمنزلة ، ألا ترى أنه لا يقال : آخر منه ، كما يقال : أفضل منه. ولما ، مركبة من (لم وما) ، وهى لنفى ما يقرب من الحال ، بخلاف (لم) ، فلما يقم. نفى ل (قد قام زيد) ، ولم يقم ، نفى ل (قام زيد) ، لأن قام زيد فيه دلالة على القرب من الحال ، لمكان (قد) و (قام) لا دليل (١) فيه على قربه من الحال لعدم (قد).
قوله تعالى : (كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) (٥).
الكاف فى (كمثل) فى موضع رفع لأنها فى موضع خبر المبتدأ ، وهو (مثل الذين حملوا). ويحمل ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، كمثل الحمار
__________________
(١) (دلة) فى أ.