١١١ ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح |
|
وذى ولد لم يلده أبوان (١) |
وقد تخرج عن بابها ، فيراد بها الكثرة ، على خلاف الأصل ، كما يخرج الاستفهام عن بابه إلى غير بابه ، من التقرير وغيره. كقول الشاعر :
١١٢ ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح |
|
ولا سيّما يوم بدارة جلجل (٢) |
فقوله : ألا ربّ يوم ، أراد الكثرة لا القلة ، على خلاف الأصل.
ولو كانوا مسلمين ، فى موضع نصب لأنه مفعول (يودّ).
قوله تعالى : (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا) (٣).
ذرهم ، أصله أو ذرهم ، إلّا أنه حذفت الواو حملا على (يذر) ، لوقوعها بين ياء وكسرة فى الأصل ، لأنّ الأصل أن يقال : وذر يوذر ، على فعل يفعل ، بفتح العين من الماضى ، وكسرها من المضارع ، إلّا أنهم فتحوا الذال من المضارع ، حملا ليذر على يدع لأنه فى معناه.
ويدع وإن كان الأصل فيه أن يكون على فعل يفعل بفتح العين من الماضى وكسرها من المضارع ، إلّا أنه فتحت العين لأن لامه حرف حلق ، فقيل : يدع ، وكذلك فتحوا العين من (يذر) حملا على (يدع) ، وحذفوا الواو من (يدع) ، لأنهم لم يعتدّوا بالفتحة ، لأنها إنما كانت لمكان حرف الحلق فحذفوا الواو منها ، لوقوعها
__________________
(١) من شواهد سيبويه ١ ـ ٣٤١ ، ٢ ـ ٢٥٨ ، ونسبه إلى رجل من أزد السراة ، ناقلا ذلك عن الخليل. وذكر الفارسى أن هذا الشاهد لرجل اسمه عمرو الجينى. هامش أوضح المسالك ٢ ـ ١٤٥.
(٢) الشاهد من معلقة امرئ القيس.