القصيدة التي قالها وهي (١) :
«أمن آل نعم أنت غاد فمبكر |
|
غداة غد أم رائح فمهجر» |
فأنشده ابن أبي ربيعة القصيدة إلى آخرها ، وهي قريب (٢) من سبعين (٣) بيتا ، ثم إن ابن عباس أعاد القصيدة جميعها ، وكان حفظها بمرة واحدة.
(وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً) ، أي لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله ، (وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) ، قال مقاتل انتصروا من المشركين لأنهم بدءوا بالهجاء ، ثم أوعد شعراء المشركين فقال : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) ، أشركوا ، وهجوا رسول الله (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، أي مرجع يرجعون بعد الموت. قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلى جهنم والسعير. والله أعلم.
تفسير سورة النمل
[مكية وهي ثلاث وتسعون آية](٤)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣))
(طس) ، قال ابن عباس : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وقد سبق الكلام في حروف الهجاء. (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) ، أي هذه آيات القرآن ، (وَكِتابٍ مُبِينٍ) ، يعني وآيات كتاب مبين.
(هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) ، يعني هو هدى من الضلالة وبشرى للمؤمنين المصدقين به بالجنة.
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) ، أي يؤدون الصلاة بأركانها وشروطها ، (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) [أي](٥) يعطون ما وجب عليهم من زكاة أموالهم لأربابها ، (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦) إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧))
__________________
(١) في المطبوع «فقال».
(٢) في المطبوع وحده «قريبة».
(٣) في المطبوع وحده «تسعين».
(٤) زيد في المطبوع وحده.
(٥) زيادة عن المخطوط.