حال(١) ، ومن هذه المعاني تسمية كتبهم التي يظهر منها أنّهم يعنون بالطبقة فيها : الجيل بعد الجيل ، أمّا من ناحية التحديد الزمني لطول الطبقة فيطلق اللغويّون على الطبقة مجازاً القرن من الزمان ، وقد قدّر بعشرين سنة(٢).
أمّا لفظ التراجم فإنّها دخيلة معربة وإنّها قديمة الأصل ، إذ وردت في المدوّنات المسمارية في اللغة الأكدية (تركمانوا) ، والآرامية (تركمين) ، والعبرانية (تركوم)(٣) ، أمّا تاريخ دخول هذه اللفظة واستعمالها في كتب التراجم فيرجع إلى القرن السابع الهجري(٤) ، ونجد أنّ مؤرّخي التراجم في القرن الثالث الهجري قد استخدموا تسمية التاريخ في كتبهم ، وأوّل من استخدمها البخاري(٥) ، إذ سمّى أحد مؤلّفاته بالتاريخ الكبير ، وآخر بالتاريخ الصغير.
أمّا أقدم من صنّف في الطبقات فهو الهيثم بن عدي ، ذكر له كتابا الطبقات وتسمية الفقهاء والمحدّثين(٦).
وقد تطوّر أسلوب الطبقات والتراجم فيما بعد ، وأسهم في إنضاجه مجموعة من المؤرّخين ، منهم على سبيل المثال : عبد الله بن جبلة بن أبجر الكناني الكوفي (ت٢١٩ هـ) في كتابه الرجال ، والحسن بن عليّ بن فضّال التميمي الكوفي (ت٢٢٤ هـ) في كتابه الرجال(٧) ، وكذلك عليّ بن عبد الله
__________________
(١) تفسير القرآن العظيم ٩/١٥٣.
(٢) تاج العروس من جواهر القاموس ٦/٤١٤.
(٣) من تراثنا اللغوي ما يسمّى في العربية الدخيل : ١٩٢.
(٤) دراسات في كتب التراجم والسير : ٧٠.
(٥) علوم الحديث ومصطلحه : ١١٠.
(٦) الفهرست لابن النديم : ١١٢ ، معجم الأدباء ١٩/٣٠٩.
(٧) ينظر : رجال النجاشي : ٣٤ ـ ٣٦ ، فهرست الشيخ الطوسي : ٩٣ ، الإعلان بالتوبيخ : ٥١٩.