وعدمه»(١). وربّما يعرف بأنّه «علم وضع لتشخيص رواة الحديث ذاتاً ووصفاًومدحاً وقدحاً ، والمراد من تشخيص الراوي ذاتاً هو معرفة ذات الشخص وكونه فلان بن فلان ، كما أنّ المراد من التشخيص الوصفي هو معرفة أوصافه من الوثاقة ونحوها»(٢). وهناك من يقول بأنّه : «علم يبحث فيه عن معرفة أحوال الرواة من حيث تشخيص ذواتهم وتبيّن أوصافهم التي هي شرط قبول روايتهم أو رفضها»(٣). وعرّف أيضاً بقولهم : «إنّه علم يبحث عن أحوال الرواة ممّا له دخل في اعتبار رواياتهم من الوثاقة والضعف»(٤). وهناك من عرّفه بأنّه : «فرع من فروع علم الحديث نشأ دونما شكّ لمعرفة أحوال رواة الحديث»(٥).
ومن الملاحظ أنّ هذه التعريفات تلتقي في موضوع واحد هو دراسة أحوال الرواة ، ومن جانبين هما :
١ ـ تشخيص هوية الراوي وتعيينها باسمه ونسبه وما إلى ذلك.
٢ ـ معرفة نعته وصفته التي لها علاقة ومدخلية بقبول روايته أو رفضهامن حيث كونه عدلا أو غير عدل ، ثقة أو غير ثقة ، ممدوحاً أو مقدوحاً ، موثّقاً أو مفسّقاً ، مضعّفاً أو مهملاً أو مجهولا(٦).
يوضّح علم الرجال المُثُل العُليا الأخلاقية للعلماء المسلمين ، وهي
__________________
(١) كلّيات علم الرجال : ١١.
(٢) أصول علم الرجال : ١١.
(٣) منتهى المقال في الدراية والرجال : ١٣٣.
(٤) بحوث في مباني علم الرجال ، محاضرات الأستاذ الشيخ محمّد سند : ١٠.
(٥) مظاهر تأثير علم الحديث في علم التاريخ عند المسلمين : ٣ ، وينظر : معجم مصطلحات الرجال والدراية : ١٠٥.
(٦) أصول علم الرجال : ١١ ، منتهى المقال في الدراية والرجال : ١٣٣.