سكناها وأحوالها وصفاتها ومدنها التي عاشت فيها وانتهاء شجراتها إلى الأفراد ، وحيث إنّ النسب النبوي والعلوي قد اختصّ ببالغ الشرف فقد وضعت كتب خاصّة به ، فكان دخول علم الأنساب في الكشف عن هوية المفردة هو من الأوّليّات الضرورية لمعرفة ترجمة المفردة ، فكلّما كان الرجالي محيطاً بهذه الكتب كان أقدر على تمييز المشتركات في اللقب أو الكنية أو موطن السكنى وتاريخها وغير ذلك ممّا له دخل في هوية المفردة الرجالية ، وقد كان الشيخ النجاشي يتميّز بالاهتمام بهذا العلم.
وهذا العلم في بداية نشوئه مدرج في كتب التاريخ تارة وفي كتب اللغة القديمة باعتبار أسماء القبائل تارة أُخرى ، إلاّ أنّه أُلْحِق بأحد الأبواب الرجالية ، بل انتهى الأمر إلى جعله علماً برأسه. وعلى كلّ حال فإنّ فائدته تصبّ في علم الرجال بنحو بالغ الأهمية وان استفيد منه في علوم أخرى(١).
الأخطاء والأوهام التي يقع فيها مصنّفو الرجال :
نظراً إلى صعوبة علم الرجال لتناوله الرواة وتحرّكهم ورصدهم والحكم عليهم بالجرح والتعديل كان لابدّ من تعرّض مصنّفيه إلى جملة من الأخطاء والأوهام ، وهي كالآتي :
١ ـ الخلط بين الرواة الذين اتّفقت أسماؤهم أو أنسابهم أو ألقابهم أو كناهم ، مثل عليّ بن أبي حمزة الثمالي وعليّ بن أبي حمزة البطائني ، فقد أشارالعلاّمة إلى أنّهما ليسا واحداً(٢).
__________________
(١) بحوث في مباني علم الرجال : ١٩١.
(٢) خلاصة الأقوال : ١٨١.