وكان له بيت حقير جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت يوم أصاب رجلها وجعٌ أعجزها عن المشي.
وكان رحمهالله مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته ؛ لأنّه كان يرى الدولة في زمانه غاصبةً ، فكان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه ، كالاتّصال بالكهرباء والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره ، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ، ويقول : لو أمكنني ، ما استفدت من الماءالذي يأتي إلى البيوت من عند الدولة. ولم يأخذ السجلّ ؛ وهو ممّا سبّب له مشاكل عدّة رحمهالله عند مجيئه إلى إيران ، إذ وردها بدون جواز سفر ، وعنددفنه رحمهالله كذلك ، وكان محترزاً عن الدهن النباتي لما سمع في شأنه وأصله.
وكان يقول أيضاً : (لقد جئنا إلى النجف لنشتغل فيها بالعلم ٥ سنوات إلى ٦ سنوات ثمّ نرجع ، إلاّ أنّ قضية الحجاب واتّحاد اللباس في إيران صرفنا عن الرجوع).
كلّ هذه الأُمور فرضت أن يكون الشيخ موضع ثقة عند الكلّ ، حتّى كان من يريد أن يوصل إلى أولاده أو أقربائه أو أصدقائه بالنجف مالاً كان يكتب بالحوالة إلى الشيخ ، فكان هو الذي يأخذ النقود من أصحاب الحوالة ويوصلها إلى أهلها.
وكان موضع ثقة عند آية الله السيّد الحكيم رحمهالله ، وآية الله السيّدعبد الهادي الشيرازي رحمهالله ، وآية الله السيّد الخوئي رحمهالله ، كما كان أصحاب الكتب المخطوطة يثقون به عندما يأخذها للاستنساخ والمقابلة ونحوهما.
حالاته الروحية :
كان الشيخ الهمداني رحمهالله من أصحاب الروحيّات المعنوية ، شاكراً