كالسماوي والطهراني والأوردبادي والأميني رحمهمالله وو ... ، لا يملّ ولا يسأم في حضر وسفر ، فَنُشـِر بسبب عمله هذا عدّة من كتب علماء الإمامية أنار الله برهانهم ، ولبيان مكانته في هذا المضمار إليك أقوال معاصريه :
١ ـ قال العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمهالله : «ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب الحديث غير المطبوعة ، وإحياء مؤلّفات الإمامية الأكابرفي القرون الأُولى ، وقد لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقًّ متنوّعة ، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من أربعين مؤلَّفاً كباراً وصغاراً من جيّد الآثارومهامّ الأسفار ، ويمتاز ما نسخه بالدقّة والصحّة ، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة ، وضبط هذه المؤلَّفات الجليلة وصانها من الضياع والتلف ، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة هذا الفنّ ورجال هذا العلم»(١).
٢ ـ وقال الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمهالله : «وهذا الشيخ الجليل مع مايلاقيه من الجهد في نسخ الكتب لضعف في بصره ونهك في قواه لا يجد منّة في بذله الكتاب للطبع أو الاستنساخ وإنّما يعدّ ذلك من الفيض الإلهي الذي غمره دون غيره ، وهكذا المخلصون كثّر الله في الطائفة من أمثاله»(٢).
٣ ـ وقال العلاّمة السيّد محمّد حسين الجلالي : «كان الشيخ آية في الزهدوالورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً ، كما
__________________
(١) نقباء البشر ٢/٨٤٩ رقم ١٣٦٥.
(٢) عيون المعجزات : ٦.