وهذه الأخبار ناطقة بأنّ الإمامية هم الفرقة الناجية دون سائر الفرق ، إذ لم يقل أحد من فرق المسلمين إثنا عشر خليفة سواهم.
وأمّا الزيدية فقد علمت أئمّتهم لا تتناهى وكذلك العامّة والإسماعيلية ، وسيأتي عدد أئمّتهم وإنّهم يزيدون على الإثني عشر أو ينقصون.
والواقفية إنّما يقولون بإمامة سبعة.
والكيسانية يقولون بإمامة ثلاثة ومنهم من زاد واحداً أو إثنين.
والناووسية إنّما يقولون بإمامة ستة.
والفطحية يقولون بإمامة ثلاثة عشر بإضافة عبدالله إلى الأئمّة العاقّين.
وبالجملة فلم يقل أحد من الفرق بهذا العدد سوى الإثنى عشرية ، فهي الفرقة الناجية والطائفة الزاكية.
تعميم : تحيّر المخالفون خذلهم الله في الجواب عن هذه الأخبار القاطعة بفساد مذهبهم السخيف ورأيهم الطفيف ، فقال جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب فصل الخطاب وتاريخ الخلفاء : (المراد بالإثني عشر : الخلفاء الأربعة والحسن والحسين وسبعة من بني أمية على الترتيب. قال : وبعد ذلك يكون ملكاً لا خلافة)(١).
وهو ما يُضحك الثكلى ، فإنّه لا يحسن من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينضم يزيد بن معاوية الحمار السفّاك الهتّاك قاتل الحسين وأنصاره وبني
__________________
٢٤ ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين٢/ ١٤ / ٥٦٥ ، ابن أبي جمهور في عوالي اللئالي٤ /٩٠ / ١٢٣ ، وبداية الحديث هكذا : عن مسروق قال : بينا نحن عند عبدالله بن مسعودنعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتىً شاب .....
(١) فصل الخطاب : غير متوفّر لدينا ، تاريخ الخلفاء اُنظر صفحة ٩ و ١٠ ونقله عنهما الشيرازي في الأربعين : ٣٦٢ ، والمصنّف في الأربعين : ٣٨٥.