عمّه وسابي نساء أهل البيت عليهمالسلام في سلك الخلفاء بالحقّ ، وكذا مروان بن الحكم مع أنّه لعنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما رواه الزمخشري في الكشاف ، وكيف يحسن أيضاً من ذي حسكة أن يدّعي أنّ معاوية لعنه الله خليفة بالحقّ منصوص عليه من النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، مع ما أبدع في الدين من البدع الشنيعة الفضيعة ، وإعلانه بلعن أمير المؤمنين عليهالسلام وشتمه على المنابر وجعله ذلك سنّة جارية ، ولم تزل مستمرّة إلى زمان عمر بن عبدالعزيز.
وقد صرّح صاحب الكشّاف بلعنه وأصحابه في تفسير قوله تعالى : (إنّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)(١) ، وهذه عبارته : «وحين اُسقطت من الخطب لعنة الملاعين على أمير المؤمنين عليهالسلام(٢) اُقيمت هذه الآية مقامها.
ولعمري إنّها كانت فاحشة ومنكراً وبغياً ، ضاعف الله لمن سنّها غضباً ونكالا وخزياً ، إجابة لدعوة نبيّه : (وعاد من عاداه)»(٣).
قال الزمخشري : «يريد بلعنة اللاعنين ، من لعن عليّاً عليهالسلام من بني اُمية وبني مروان ، والذي أسقط لعنه عمر بن عبدالعزيز ، والذي سنّ ذلك معاوية»(٤). انتهى.
__________________
(١) سورة النحل ١٦ : ٩٠.
(٢) في الأصل : لعنة اللاعنين علي عليهالسلام أمير المؤمنين. وما أثبتناه من المصدر.
(٣) الكشّاف ٣/ ٤٦٦ ـ ٤٦٧.
(٤) لن نعثر على هذا القول للزمخشري ، ونقله عنه الشيرازي في الأربعين : ٣٦٢ ، الشرواني في مناقب أهل البيت عليهمالسلام : ١٢٧ ، المحقّق الأردبيلي في زبدة البيان : ٤١٤ ، ونسب القول إلى المحشّي على الكشّاف ، وكذلك المصنّف في الأربعين : ٣٨٥.