ويظهر منه في مواضع من الكشّاف بغضه لهم ، وإنّه كان على الحقّ ، وماكان جهاده مع عليّ باجتهاده ، ولا معذوراً فيه بل متعمّداً عالماً ، منها ما ذكره في آخر سورة يونس : (وَاصْبِرْ حَتّى يَحْكُمُ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِيْنَ)(١).
«روي أنّ أبا قتادة تخلّف عن تلقّي معاوية حين قدم المدينة وقد تلقّته الأنصار ، ثمّ دخل عليه(٢) ، فقال له :
ما لَكَ لا تتلقّانا(٣)؟ قال : لم تكن عندنا دواب ، قال : فأين النواضح ، قال : قطعناها(٤) في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يا معشر الأنصار ستلقون بعدي أثَرَة» قال معاوية : ماذا قال؟ قال : «فاصبروا»(٥).
قال : إذاً نصبر.
فقال عبدالرحمن بن حسّان :
ألا أبلغ معاوية بن حرب |
|
أمير الظالمين نثا(٦) كلامي |
بأنّا صابرون فمنظروكم |
|
إلى يوم التغابن والخصام»(٧) |
__________________
(١) سورة يونس ١٠ : ١٠٩.
(٢) في المصدر زيادة : من بعد.
(٣) في المصدر : لم تتلقنا.
(٤) في الأصل : وأضعناها. وما في المتن أثبتناه من المصدر.
(٥) في المصدر : فاصبروا حتّى تلقوني ، قال : فاصبر.
(٦) النثا : ما أخبرت به عن الرجل من حَسَن أو سيّىء. القاموس المحيط٤/ ٤٥٢ ـ نثا.
(٧) تفسير الكشّاف للزمخشري ٣/ ١٨٠ ، وأورده عبدالرزّاق في المصنّف١١/ ٦٠ / ١٩٩٠٩ ، ابن عبدالبرّ في الاستيعاب٣/ ١٤٢١ ، ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق