ومن كان هذا حاله كيف يُدعى به خليفة ، مع أنّ العامّة رووا عنه عظائم :
منها : إنّه كان يبذل الجوائز العظيمة لمن يضع حديثاً في فضائل الخلفاءالثلاثة ، أو في مذمّة عليّ عليهالسلام ، أو يحوّل مناقبه عليهالسلام إليهم أو إلى أحدهم.
وقد نقل عبدالحميد بن أبي الحديد الحنفي المعتزلي في شرح نهج البلاغة أغرب من ذلك وأشنع ، وهو «أنّه لعنه الله بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم على أن يروي هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)(١) ، نزلت في عليّ عليهالسلام.
وأنّ هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ)(٢) الآية في حقّ عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله ، فأبى سمرة فبذل له مائتي ألف فأبى فبذل له ثلاثمائة ألف فقبل(٣)»(٤).
__________________
٣٤/٢٩٦ و ٦٧ : ١٥١ ، القرطبي في جامع أحكام القرآن٨/ ٣٨٩ ، ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب١/ ١٥٠ ، المحقّق الأردبيلي في زبدة البيان : ٤١٤ ، وذكره المصنّف في كتاب الأربعين : ٣٨٦ ، وفي بعض المصادر : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت جمع النبيّ الأنصار ولم يجمع معهم غيرهم ، فقال : إنّكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض .....
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٠٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.
(٣) في المصدر : فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف فقبل. وكذلك بعض المصادر.
(٤) شرح نهج البلاغة ٤/ ٧٣ ، وأورده عبدالكريم بن طاووس في فرحة الغري : ٤٧ ، الشيرازي في الأربعين : ٣٨٦ ، وباختصار ابن طاووس في بناء المقالة الفاطمية : ٢٧٠ ، وذكره المصنّف في كتاب الأربعين : ٣٨٦.