وصرّح الخنجي الأصفهاني(١) في خرافاته الباردة التي جمعها في كشف الحقّ ونهج الصدق بأنّ معاوية ليس بخليفة عندهم بل ملك(٢).
وذكر الفاضل الجليل نورالدين عليّ بن محمّد المكّي المالكي في فصوله المهمّة أنّه «روى شيبة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تصير ملكاً عضوضاً). قال آخر : ولاية الحسن عليهالسلام تمام ثلاثين سنة وثلاثة عشر يوماً ، من خلافة أبي بكر.
ثمّ قال : وروي أنّه لمّا تمّ الصلح لمعاوية واجتمع عليه الناس دخل عليه سعد بن أبي وقّاص ، فقال : السلام عليك أيّها الملك ، فتبسّم معاوية وقال : يا با إسحاق ، ما عليك لو قلت : يا أمير المؤمنين؟ والله إنّي ولّيته بما وليتهابه. روى ذلك صاحب تاريخ البديع»(٣) انتهى.
وهو يدلّ على أنّ معاوية لم يكن خليفة ولا إماماً ، وإنّه لم ينعقد على بيعته إجماع كما يتوهّم.
وممّا يبطل تأويل الجلال أنّه على ما ذكره يكون ثاني عشر الخلفاء : الوليد بن يزيد ، وقد أطبق أهل التاريخ على أنّه زنديق ، وذكروا «أنّه تفأّل يوماًمن المصحف فخرج فاله : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبّار عَنِيْد)(٤) فرمى المصحف من يده وأمر أن يُجعل هدفاً ورماه بالنشّاب وأنشأ :
تهدّدني بجبّار عنيد(٥) |
|
فها أنا ذاك جبارٌ عنيدُ |
__________________
(١) هو الفضل بن روزبهان.
(٢) لم نعثر عليه في مظانّه.
(٣) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ٢٤١ ـ ٢٤٢ ، باختلاف يسير.
(٤) سورة إبراهيم ١٤ : ١٥.
(٥) في الفتوح وتفسير القرطبي : أتوعّد كلّ جبّار عنيد.