والتراخي في قوله : «ثمّ يخرج المهدي» إمّا ديني أو حقيقي ؛ للتراخي الظاهر بين ملكه في زمان الغيبة وبين ملكه وسلطانه بعد الخروج ، ولا دلالة فيه على خلاف معتقد الفرقة الناجية ، كما قد يتوهّم.
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة «عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (في كلّ خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين ، وانتحال المبطلين و [تأويل](١) الجاهلين ، ألا وإنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله عزّ وجلّ فانظروا من توفدون؟)»(٢).
وبالجملة فالاعتراف بالعجز عن الجواب(٣) أليق بالنصاب ومن حذا حذوهم من ذوي الأذناب المنحرفين عن منهاج الصواب.
تبصرة : روى المخالفون أيضاً خذلهم الله تعالى ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه نصّ على أئمتنا الإثني عشر بأسمائهم وأعيانهم في ذلك كالباحث عن حتفه
__________________
أورده ابن حنبل في المسند ١/ ١٣٦ / ٦٤٦ ، سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام ٢/ ١٧٣ / ٦٤٩ ، القاضي المغربي في شرح الأخبار ٣/ ٣٨٤ / ١٢٥٩ ، ابن البطريق في العمدة : ٤٣٩ / ٩٢٤ ، ابن طاووس في الطرائف ١/ ٢٦١ / ٢٨٤ ، والملاحم والفتن (التشريف بالمنن) : ٣١٩ / ٤٥٧ ، الإربلي في كشف الغمّة ٤/ ٢٠٣ ، البزّار في المسند (البحر الزخّار) ٢/ ٢٤٣ / ٦٤٤ ، أبو يعلى في المسند ١/ ٣٥٩ / ٤٦٥ ، الديلمي في فردوس الأخبار ٤/ ٢٢٢ / ٦٦٦٩.
(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
(٢) الصواعق المحرقة ٢/ ٤٤١ ، واختصره في ص ٦٧٦ ، وأورده محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : ١٧ ، التستري في إحقاق الحقّ ١٨/ ٤٤٧ ، الشيرازي في الأربعين : ٣٧٨ ، الشرواني في مناقب أهل البيت عليهمالسلام : ١٧٣ ، وأورده باختلاف يسير الحميري في قرب الإسناد : ٧٧ / ٢٥٠ ، بزيادة : فانظروا من توفدوا (في دينكم وصلاتكم)
والصدوق في كمال الدين : ٢٢١ / ٧ ، بزيادة : فانظروا بمن تقتدون (في دينكم وصلاتكم).
(٣) في الأصل : والجواب ، وما أثبتناه أنسب للسياق.