لأنّه مات كافراً ، وتارة أخرى تقول : إنّه في ضحضاح من نار ، وحاشا لله أن تمسّ النار مثل شخص أبي طالب ، ولم تسلم هذه الشخصية حتّى من الأقلام المعاصرة التي سارت على المنوال نفسه ولم تخرج عن هذا النطاق ، بل دافعت عن تلك الآراء بعنف ، وكأنّ أبا طالب أحد المناوئين للرسول (صلى الله عليه وآله) كعمّه أبي لهب ، أو كأبي سفيان الذي أصبح من بعد من أجلاّء المسلمين ...!
وإذا حاولنا الاقتراب أكثر إلى محور هذه المشكلة قد لا نبتعد كثيراً عن رأي الدكتور أحمد الوائلي الذي وضع صورة واقعية لهذا التذبذب والمماطلة في الرأي والشبهات المطروحة حول هذا الموضوع ، حيث قال في إحدى محاضراته عندما تطرّق لهذا الموضوع ما نصّه : «لو كان أبو طالب أبامعاوية لكان شيخ المسلمين».
إذاً ومن خلال الرأي المتقدّم نلحظ أنّ محور المشكلة قد أخذت مداها ، ووضحت صورتها ، فالأمر كلّه متعلّق بشخص أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ؛ لذا حاول البعض إيجاد ثغرة ينفذ منها لتحقيق مآربه فحاول الطعن بشخص الإمام عليهالسلام من خلال أبيه.
لذا انبرى علماء الإسلام على مختلف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية للردّعلى تلك الطعونات والأقاويل التي لا أصل لها من الصحّة على طوال أكثرمن ألف عام في مؤلّفات ورسائل ، وأحصينا عدداً منها وهي(١) :
__________________
(١) لمزيد من المعلومات انظر: رجال النجاشي : ٩٥، ٨٧، ١٨، ٢٦٥، ٣٩٩، فهرست ابن النديم ١/١٤٨ ، الذريعة ٢/٥١١ ـ ٥١٤ ، ٣/١٣٤ ـ ١٣٥ ، ١٤ ، ١٩٥ ، ٢٦٥ ، ١٧/٢١٥ ، ٢٢/١١٢ ، ٢١٢ ، ٢٤٤ ، ٢٣ ، ٢٠٤ ، إيضاح المكنون ٢/٤٩ ،