أوّلاً : أقوال أبي طالب وأشعاره المثبتة في كتب السير والتواريخ والحديث ، فقد جاءت صريحة بتمسّكه برسالة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وتصديق نبوّته ، وأنّه يوحى إليه من ربّه ، وأنّه خاتم الأنبياء ، وقد دلّل على كلّ ذلك بنصرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ثانياً : لم يفرّق الرسول (صلى الله عليه وآله) بين أبي طالب وزوجته فاطمة بنت أسد ، ولوكان كافراً لما أبقاهما ، كما فعل مع ابنته زينب حين فرّق بينها وبين أبي العاص بن الربيع.
ثالثاً : اشتداد حزن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة عمّه أبي طالب ، وسمّي ذلك العام بعام الحزن ، ولم يبق بعدها في مكّة ، فقد اضطرّ إلى أن يهاجر إلى المدينة المنوّرة.
رابعاً : الأخبار المتواترة عن أئمّة أهل البيت التي جاءت صريحة في إثبات إيمانه ، ولم يؤثر عنهم ما يخالفه ، بل أكّدوا بالدليل القاطع على إيمانه ، فقدنقل عن الإمام الرضا عليهالسلام ما نصّه : «أما إنّك إن لم تقرّ بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار» (١).
وهذه الأدلّة الأربعة المذكورة آنفاً ممّا تناقلتها كتب العامّة والخاصّة ؛ وهي برهان واضح لا يحتاج بعد ذلك إلى التدليل.
المخطوطة :
تعدّ مخطوطة بغية الطالب في حال أبي طالب ـ لمؤلّفها السيّد محمّد بن حيدر المكّي العاملي الحسيني ، المتوفّى عام ١١٣٩ هـ ـ من
__________________
(١) إيمان أبي طالب لفخار : ٧٦ ـ ٧٧ ، كنز الفوائد ١/١٨٣ ، بحار الأنوار ٣٥/١١١.