الثالث : يطلق على مدينة قديمة بالموصل بناها راوند الأكبر بن بيوراسف ، وسمّيت تلك المدينة باسمه.
وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان : قال أهل السير : إنّ أوّل من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف الأزدهاق (١).
الرابع : يطلق على جبل في همدان.
وحكي أنّه دخل على الإمام جعفر الصادق عليهالسلام رجل من همدان فقال له الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : «من أين أنت؟» قال : من همدان ، فقال له : «أتعرف جبلها راوند؟» قال له الرجل : جعلت فداك إنّه أروند ، قال : «نعم ، إنّ فيه عينا من عيون الجنّة» (٢).
هذا ؛ ولم يذكر أحد من أصحاب التراجم الذين ترجموا للقطب الراوندي أنّ مؤلّفنا منسوب إلى راوند المدينة القديمة بالموصل ، أو أنّه منسوب إلى «راوند» الجبل في بلدة همدان ، فبقي أمامنا احتمالان.
وقد قوّى احتمال نسبته إلى «راوند» القرية التابعة لإصفهان الشيخ البهائي (٣) وصاحب كتاب إيجاز المقال (٤).
وقد يتأيّد هذا القول بما ينقل من اشتراك الراونديين المتعاصرين ـ قطب الدين الراوندي والسيّد أبي الرضا الراوندي ـ فيمن أخذا عنه من الرواة ، وفيمن تتلمذ على أيديهما وأخذ عنهما الرواية والفقه ، مع اشتهار أنّ السيّد أبا الرضا الراوندي مولود في راوند بين كاشان وإصفهان.
__________________
(١) معجم البلدان ٥ : ٢٢٣.
(٢) قال العلّامة المجلسي معلّقا على الرواية الشريفة : كان الجبل مسمّى بكلا الاسمين ، والصحيح أن اسمه راوند كما بيّنه الإمام الصادق عليهالسلام ، وإنّما صدّقه لأنّه هكذا أعرف عندهم (معجم البلدان ١ : ١٦٣ ، بحار الأنوار ٥٧ : ١٢٢).
(٣) حكاه عنه الأفندي في رياض العلماء ٢ : ٤٢٠.
(٤) حكاه عنه كمال الدين أبو المحاسن في تعليقته على فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥٨.