والكتاب الذي بين يديك ينقل لك قصص الأنبياء عليهمالسلام من لدن نبي الله آدم عليهالسلام إلى نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، ويبيّن لك ما أمتاز به نبيّ عن نبيّ وما امتازت به أمّة عن أمّة رغم أنّ طريق الأنبياء واحد وهدفهم واحد.
ولكي تكون الفائدة أتمّ والغنيمة أحسن لا بأس بتقديم أمور تسهّل على القارئ الكريم جني ثمار قراءة قصص الماضين والاستفادة منها في المسيرة الفرديّة والاجتماعيّة.
الأمر الأوّل : تعريف القصص
القصص في اللغة اقتفاء الأثر ، وقصّ الشيء قصّا أتبعه ، وسمّي الخبر الطويل قصصا لأنّ بعضه يتبع بعضا حتّى يطول ، وإذا استطال السامع الحديث قال : هذا قصص (١).
وقال الراغب في المفردات : القصّ تتبع الأثر يقال : قصصت أثره ، والقصص الأثر قال تعالى : (فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً)(٢) (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ)(٣) .. إلى أن قال : والقصص الأخبار المتتبّعة قال تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ)(٤) (فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ)(٥) (وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ)(٦) (نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)(٧) انتهى (٨).
__________________
(١) الفروق اللغويّة للعسكري ٢٩.
(٢) الكهف : ٦٤.
(٣) القصص : ١١.
(٤) آل عمران : ٦٢.
(٥) يوسف : ١١١.
(٦) القصص : ٢٥.
(٧) يوسف : ٣.
(٨) مفردات الراغب الإصفهاني : ٦٧١.