وهم العرب أو قريش ، وأمّا شخص النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآله فواضح بأنّ جميع علمه صلىاللهعليهوآله من الله تبارك وتعالى كما يشير إلى ذلك نفس الآية المذكورة والآيات التالية. ولو كانت العرب عندها شيء من هذا الخبر لبان ولنقل إلينا ولما تحدّث القرآن بهذا الأسلوب.
وكذلك من يراجع قصّة نبي الله يوسف عليهالسلام وإخوته يرى انّ الله تعالى يقول في آخرها : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ)(١) فما سمعته يا رسول الله خبر من أخبار الغيب لا طريق لمعرفتك به إلّا الوحي المقدّس ، وهذا معناه أنّ ناس ذلك الزمان والقدر المتيقّن قوم رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم العرب القاطنون في أرض الجزيرة أو قريش لم يكن عندهم علم بهذه المسألة.
وقصّة السيّدة مريم عليهاالسلام أيضا من أنباء الغيب الموحاة إلى الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآله ولم يكن لهم سبيل للإحاطة بها من غير طريق الغيب. قال الله تعالى : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ)(٢).
نعم يمكن القول بوجود نتف من قصص الأنبياء الماضين وصلت إليهم عن طريق بعض الأحبار والرهبان القاطنين حول جزيرة العرب ولكن لم تكن بذلك الوضوح القرآني.
الأمر الثالث : الأمر بقراءة قصص الأنبياء
المراجع لنصوص الشريعة المقدّسة في القرآن الكريم وكلمات رسول ربّ العالمين يرى أنّ من جملة ما حثّونا عليه أن نطالع قصص التاريخ وأن نتدبّر فيها
__________________
(١) يوسف : ١٠٢.
(٢) آل عمران : ٤٤.