ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاوس ، وقد صرّح بكونه منه في رسالة النجوم (١) ، وكتاب فلاح السائل ، والأمر فيه هين لكونه مقصورا على القصص ، وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصدوق رحمهالله ؛ وكتاب فقه القرآن للأوّل أيضا (٢).
والذي يثير الاستغراب أنّ بعض أصحاب التراجم نسب كتاب قصص الأنبياء على احتمال للسيّد الراوندي أبي الرضا فضل الله.
قال العلّامة الأفندي (ق ١٢) في رياض العلماء : المشهور أنّ كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء كلاهما من مؤلّفات القطب الراوندي هذا ، وقال الأستاذ الاستناد في البحار : [ونقل نصّ كلام المجلسي ثمّ قال :] وأشكل على العلّامة المجلسي بقوله ، وأقول : لكنّه قد صرّح ابن طاوس نفسه أيضا في كتاب مهج الدعوات بأنّ كتاب قصص الأنبياء تأليف سعيد بن هبة الله الراوندي ، والقول بأن لكلّ منهما كتابا في هذا المعنى ممكن ، لكنّه بعيد فتأمّل (٣).
وهذا الكلام من المجلسي وتلميذه الأفندي أدّى بصاحب الذريعة إلى أن يصرّح أنّ كتاب قصص الأنبياء إثنان ؛ ألأوّل : للسيّد الراوندي ، والثاني : للقطب الراوندي حيث ذكر الطهراني كتاب القصص في موضعين ونسب إلى كلّ منهما كتابا باسم القصص.
وقال في موضع منهما : قصص الأنبياء ؛ للسيّد أبي الرضا فضل الله الراوندي ، وهو غير القصص لقطب الدين الراوندي وذكرهما ابن طاوس ، وكذلك قال في البحار أنّ ابن طاوس صرّح في رسالته في النجوم وكتاب فلاح السائل يكون
__________________
(١) المراد به كتاب «فرج المهموم في تاريخ علماء نجوم».
(٢) بحار الأنوار ١ : ١٢.
(٣) رياض العلماء ٢ : ٤١٩.