إلى السيّد الراوندي ، واستشهد بها لنسبة كتاب القصص إلى السيّد فضل الله (١).
فنقول : حيث إنّ هذه النسخة نسخت بزمان متأخّر عن زمان الجماعة الناقلين عن كتاب قصص الأنبياء وأيضا هو ـ يعني الناسخ ـ واحد في مقابل كثير من المصرّحين أنّ الكتاب للشيخ سعيد بن هبة الله الراوندي ، فلا اعتبار بقوله بل كلامه مردود بذلك.
وكما لا يخفى على الباحث الضليع أنّ منشأ هذا الترديد والاشتباه من هذه الأعلام هو اتّحاد الراونديين في الرواية عن جملة من الشيوخ وكذلك اتّحاد نسبتهما إلى راوند ومعاصرتهما.
ميزات كتاب القصص :
قد مرّ عليك أيّها القارئ الكريم ـ في الفصل الثاني ـ البحث عن مصادر الراوندي في كتابه القصص هذا وجملة مهمّة من ميزاته من أنّ أهمّ مصدر الراوندي في هذا الكتاب هو كتاب «النبوّة» للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ (٣٨١ ه) وكأنّه أراد أن يجرّد أخبار هذا الكتاب من طرق الجمهور وتواريخهم وما فيه غرابة ويلخّصه منها ، كما أنّه استفاد في الباب العشرين عن كتاب «إعلام الورى» لشيخه الطبرسي أمين الدين.
وأيضا مرّ كيفية تلخيص الأسانيد والطرق في هذا الكتاب والبحث حول بعض أخبار المراسيل الموجودة فيه وطرق وأسانيد الأصحاب إلى رواية كتب القطب وهذا الكتاب بخصوصه .. وغيرها من البحوث فلابدّ أن تلاحظ هذا الفصل (٢).
__________________
(١) الذريعة ١٧ : ١٠٤ / ٥٦٩.
(٢) مقدّمة الكتاب : ٩١ ، الأسانيد في كتاب القصص وكيفية تلخيصها