محاسن الأخلاق ، وعبرا تردع عن الشكّ والنفاق ، وإنّ ذكر أخبارهم وآثارهم يقرّب من الطاعة والعبادة ، ويبعّد ذوي الاستطاعة عن سوء العادة.
والكتب المصنّفة في هذا المعنى فيها الغثّ والسمين والردّ والثمين (١) ، فجمعت بعون الله تعالى زلالها (٢) ، وسلبتها جريالها (٣) ، وحصّلته مرتّبا على تسعة عشر بابا ، وفصّلته مبوّبا (٤) وبالله التوفيق والعصمة.
الباب الأوّل : في ذكر أبينا آدم عليهالسلام.
الباب الثاني : في ذكر إدريس ونوح عليهماالسلام.
الباب الثالث : في ذكر هود وصالح عليهماالسلام.
الباب الرابع : في ذكر إبراهيم خليل الله عليهالسلام.
الباب الخامس : في ذكر لوط وذي القرنين عليهماالسلام.
__________________
(١) المراد بالردّ هنا : الأحاديث المزيفة المزوّرة ، جاء في ترتيب كتاب العين ١ : ٦٦٩ ردود الدراهم واحدها ردّ وهو ما زيّف فردّ على ناقده بعد ما أخذ منه.
(٢) الماء الزلال هو الماء العذب ، وقيل : هو البارد ، وقيل : هو الذي جمع الصفاء والعذوبة والبرد (الإفصاح في فقه اللغة ٢ : ٩٦٢).
(٣) في «ر» : سربالها ، وفي «س» «م» «ص» : (جربالها) ، والمثبت موافق للمصادر وكتب اللغة. وعلى الظاهر أنّ هذا الاستعمال اللغوي قد جرى على لسان جماعة ، منهم الأعشى كما في تاريخ دمشق ٦١ : ٣٣٥ بسنده عن حرب قال : لقيت الأعشى في الجاهليّة فقلت له : ما عنيت بقولك : سلبتها جريالها؟ قال : شربتها حمراء ، وبلتها بيضاء.
والجريال والجريالة : الخمر الشديدة الحمرة ، وقيل : هي الحمرة كما في لسان العرب ١١ : ١٠٨. وفي الصحاح ٤ : ١٦٥٥ الجريال : صبغ أحمر وجريال الذهب حمرته ، وقال ثعلب : الجريال صفوة الخمر ، وعن ابن الأعرابي : الجريال ما خلص من لون أحمر وغيره.
وعلى أيّ حال فإنّ مراد المصنّف إنّي أخذت خالص تلك الأخبار والآثار وأوردتها في كتابي هذا بعد أن عزلت الغثّ عن السمين منها (انظر : تاج العروس ٢ : ٣٠١ وج ٧ : ٢٥٥ ، أحكام القرآن للجصّاص ١ : ٢٩٥).
(٤) قوله : (وفصّلته مبوّبا) ليس في «ر» «س».