فإنّ جملة منها لا تعدو أن تكون أوهاما وخيالات ، ابتدعتها المحدّثون المغرضون والقصاصون الأفاكون ، وأصحاب الأهواء والمتزلفون.
ولا يمكن دراسة تاريخ الأنبياء عليهمالسلام واستخلاص النتائج والدروس والعبر منه ما لم يتمّ الاعتماد على منهج علمي دقيق يفضي إلى النتائج الصحيحة والمتوخاة من البحث.
ومن أبرز خصائص هذا المنهج النظر إلى وقائع التاريخ وأحداثه كموضوعات خارجيّة يتمّ التثبّت من صدقها أو عدمه من خلال البحث العلمي الصارم ، والنظر المجرّد من الأهواء والميول والمشاعر ، وهو نفس المنهج الذي اتّبعه القرآن الكريم وربّى المؤمنين على الالتزام به وتطبيقه فنراه يدعو المؤمنين في آيات كثيرة إلى التفكّر في الوجود ، والنظر في الكون ، والتمعّن في الأحداث الجارية واستخلاص العبر والدروس الصحيحة منها ، كما نراه يذمّ التقليد في العقائد والأفكار ويهاجم الرضوخ للأهواء.
الأمر الخامس : ثمرات قراءة القصص
قد ذكرنا أنّه قد سلك القرآن الحكيم ورسولنا الكريم وأهل بيته الكرام سبلا عديدة من أجل إيصال المبادئ الحقّة إلى الناس ، وقد كان نقل قصص الماضين والتحدّث عن أحوالهم ونقل أخبارهم وماذا جرى عليهم واحدا من أساليبه في إيصال صوت العدالة الإنسانيّة وإبلاغ الرسالة الدينيّة إلى كافّة شعوب الناس ، فلم يكن غرض القرآن الكريم ونبيّنا المصطفى صلىاللهعليهوآله وأولاده الطاهرين عليهمالسلام صرف نقل القصّة بل لتلك الحكاية ثمرات.
والمتأمّل في آيات الذكر الحكيم وفي كلمات رسول الله صلىاللهعليهوآله وكلمات أولاده المعصومين عليهمالسلام يجني ثمرات عديدة من خلال مطالعته لقصص أنبياء الله تعالى