عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : هبط آدم عليهالسلام على الصفا ، ولذلك سمّي «الصفا» لأنّ المصطفى هبط عليه ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً)(١) وهبطت حوّاء عليهاالسلام على المروة ، وإنّما سمّيت «المروة» لأنّ المرأة هبطت عليها ، وهما جبلان عن يمين الكعبة وشمالها ، فاعتزلها آدم عليهالسلام حين فرّق بينهما ، فكان يأتيها بالنهار فيتحدّث عندها ، فإذا كان الليل خشي أن تغلبه نفسه فيرجع ، فمكث بذلك ما شاء الله.
ثمّ أرسل إليه (٢) جبرئيل عليهالسلام فقال : السلام عليك يا آدم الصابر لبليّته ، إنّ الله تعالى بعثني إليك لأعلّمك المناسك التي يريد الله أن يتوب عليك بها ، فانطلق به جبرئيل فأخذ بيده حتّى أتى مكان (٣) البيت فنزل غمام من السماء فقال له جبرئيل : يا آدم ، خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام ، فإنّه قبلة لك ولآخر (٤) عقب من ذرّيّتك ، فخطّ هناك آدم برجله فانطلق به إلى منى ، فأراه مسجد منى ، فخطّ برجله بعد ما خطّ موضع (٥) المسجد الحرام ، وبعد ما خطّ البيت.
ثمّ انطلق إلى عرفات فأقام على المعرّف (٦) ثمّ أمره جبرئيل عند غروب الشمس أن يقول : (ربّنا ظلمنا أنفسنا) سبعا ، ليكون سنّة في ولده يعترفون بذنوبهم هناك ثمّ أمره بالإفاضة من عرفات ، ففعل آدم عليهالسلام ذلك.
__________________
(١) آل عمران : ٣٣.
(٢) في «ر» : (الله) بدلا من : (إليه).
(٣) في «ر» «س» : (جاء به) بدلا من : (أتى مكان).
(٤) في «ر» «س» : (فيه خير) بدلا من : (قبلة لك ولآخر).
(٥) قوله : (موضع) لم يرد في «ر» «س».
(٦) المعرّف بتشديد الراء وفتحها : موقف بعرفات.