ثمّ انتهى إلى جمع (١) فبات ليلته بها ، وجمع فيها الصلاتين في وقت العتمة في ذلك الموضع إلى ثلث الليل ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يسأل الله تعالى التوبة والمغفرة سبع مرّات ، لتكون سنّة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات فأدرك جمعا فقد أدرك حجّة ، وأفاض من جمع إلى منى ضحوة فأمره أن يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى قربانا ليتقبّل الله منه ويكون سنّة في ولده ، فقرّب آدم عليهالسلام قربانا ، فتقبّل منه قربانه ، فأرسل الله نارا من السماء فقبضت قربان آدم (٢) عليهالسلام.
فقال له جبرئيل : يا آدم ، إنّ الله تعالى قد أحسن إليك أن علّمك المناسك فاحلق رأسك تواضعا لله تعالى إذ قرّب قربانك ، فحلّق آدم عليهالسلام رأسه.
ثمّ أخذ جبرئيل عليهالسلام بيد آدم لينطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند الجمرة فقال : يا آدم ، أين تريد؟ فقال جبرئيل : يا آدم ، ارمه بسبع حصيات ، ففعل ، فذهب.
فقال جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا ، ثمّ انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم عليهالسلام. فقال جبرئيل عليهالسلام : حلّت لك زوجتك (٣).
__________________
(١) جمع ـ بالفتح فالسكون ـ المشعر الحرام ، وهو أقرب الموقفين إلى مكّة المشرّفة (مجمع البحرين ٤ : ٣١٥).
(٢) قوله : (آدم عليهالسلام قربانا) إلى هنا لم يرد في «م» «ص».
(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٦٩ / ١٦ باختصار.
وأورده البرقيّ في المحاسن ٢ : ٣٣٦ / ١١٠ باختصار عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٤٤ / ٣١.
وأورده الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٤٣١ / ١ باختصار : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٠٥ / ٦ وج ٩٦ : ٢٣٣ / ٢ ، وفي كتاب من لا يحضره الفقيه ٢ : ١٩٤ مرسلا عن الصادق عليهالسلام .. (قطعة منه).
وورد مضمونه في الكافي ٤ : ١٩٠ / ١ ، وفي ص ١٩١ / ٢.