المسيح ونبي الله موسى عليهماالسلام في لزوم اتّباع الديانة الخاتمة.
الثمرة الثالثة : أن يفهم أتباع الرسالة المحمّديّة أنّ الذي يواجهونه الآن من ظلمة قريش لم يكن بالشيء الجديد ، بل إنّ سيرة الظلمة مع أنبياء الله تعالى وأتباعهم واحدة على طول التاريخ ، فاللازم عليهم أن يصبروا والنصر من الله العزيز الحكيم لعباده المتّقين.
قال الله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)(١) فالوهن والضعف ليس من صفات أتباع الأنبياء. والعاقبة والنصر في نهاية المطاف لأنبياء الله تعالى وأنصارهم ، وأنتم يا أتباعنا ومن تدافعون عن دين الإسلام النصر معكم قال الله تعالى : (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)(٢) ، وقال تعالى : (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)(٣).
وقال الله سبحانه وتعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)(٤). فالآية الشريفة صريحة في مطلوبيّة عبادة الله تعالى واجتناب الطاغوت بكلّ ما يحوي من مصاديق ، وهذا ما جاءت به الرسل ، ولم يكن رسول من الرسل مبعوثا من قبل الله تعالى إلّا وهذه أهدافه وغاياته ، وعاقبة المكذّبين للأنبياء والرسل الهلاك المبين.
الثمرة الرابعة : نفهم من بعض الآيات القرآنيّة الشريفة أنّ واحدة من ثمرات حكاية قصص الأنبياء والمرسلين تثبيت قلب النبيّ محمّد صلوات الله عليه وآله
__________________
(١) آل عمران : ١٤٦.
(٢) المجادلة : ٢١.
(٣) الصافّات : ١٧٣.
(٤) النحل : ٣٦.