إنّ طاوسا قال في المسجد الحرام : أوّل دم وقع على الأرض دم هابيل حين قتله قابيل ، وهو يومئذ قتل ربع الناس.
وقال له زين العابدين عليهالسلام : ليس كما قلت (١) ، إنّ أوّل دم وقع على الأرض دم حوّاء حين حاضت ، يومئذ قتل سدس الناس ، كان يومئذ آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، وأختاه بنتين كانتا (٢).
ثمّ قال صلوات الله عليه : هل تدري ما صنع بقابيل؟ فقال القوم : لا ندري ، فقال : وكّل الله به ملكين يطلعان به مع الشمس إذا طلعت (٣) ، وينضجانه بالماء الحارّ مع حرّ الشمس حتّى تقوم الساعة (٤).
__________________
(١) في «ص» «م» : (قال).
(٢) كذا في النسخ.
(٣) في نسخة «م» إضافة : (ويغربان به مع الشمس إذا غربت).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٨ / ٢٤ ، ومستدرك الوسائل ٢ : ٣٨ / ٦ ، وخاتمة المستدرك ١ : ١٥٣.
وورد قطعة منه في كتاب من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٨ / ١٩٢ عن الصادق عليهالسلام ، وورد قريب منه في خصائص الأئمّة عليهمالسلام للشريف الرضي : ٩٢ بإسناد مرفوع إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام في حديث طويل دار بين أسقف نجران وعمر بن الخطّاب ، إلى أن قال : «ثمّ قال الأسقف : يا عمر ، أخبرني عن أوّل دم وقع على وجه الأرض أيّ دم كان؟ فقال : سل الفتى ـ أي الإمام عليّ عليهالسلام ـ فقال عليهالسلام : أنا أجيبك ، يا أسقف نجران ، أمّا نحن فلا نقول كما تقولون : إنّه دم ابن آدم الذي قتله أخوه ليس هو كما قلتم ، ولكن أوّل دم وقع على وجه الأرض مشيمة حوّاء حين ولدت قابيل بن آدم ، قال الأسقف : صدقت يا فتى ..
وورد بالمضمون في الاحتجاج للطبرسيّ ٢ : ٦١ بسنده : عن أبان بن تغلب قال : دخل طاوس اليمانيّ إلى الطواف ومعه صاحب له ، فإذا هو بأبي جعفر يطوف أمامه وهو شابّ حدث ، فقال طاوس لصاحبه : إنّ هذا الفتى لعالم ، فلمّا فرغ من طوافه صلّى ركعتين ، ثمّ جلس وأتاه الناس ، فقال طاوس لصاحبه : نذهب إلى أبي جعفر عليهالسلام ونسأله عن مسألة لا أدري عنده فيها شيء أم لا ، فأتياه فسلّما عليه ، ثمّ قال له طاوس : يا أبا جعفر ، هل تدري أيّ يوم مات ثلث الناس؟ فقال : يا أبا ـ