ومن كان على مسيرته وأنّ النصر دائما معهم.
قال الله تعالى : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ)(١).
الثمرة الخامسة : بيان نعم الله تعالى على أنبيائه وأوصيائه والمخلصين من عباده وأنّ عطاء الله تعالى غير محدود ولا ينقص من خزائنه شيء ، كما أنّ في القصص بيان ردود أفعال الأنبياء عليهمالسلام تجاه تملّك النعم ، ولم يكن غير الشكر له تعالى.
قال الله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا)(٢).
الثمرة السادسة : يؤكّد رسولنا الكريم من خلال حكاية القصّة القرآنيّة كشف الحقيقة وبيان الواقع الذي كان عليه الأنبياء عليهمالسلام ودفع الأكاذيب التي كانت تلصق بهم حسبما كان يتردّد على لسان أصحاب التوراة والإنجيل ، فهدف القرآن العظيم ورسولنا الكريم الدفاع عن حيثيّة الأنبياء عليهمالسلام وبيان الواقع الذي كانوا عليه في مقابل من ينقصهم أو ينقص قيمة أعمالهم من اليهود والنصارى ، وذلك واضح لمن قارن بين قصص الأنبياء التي يحكيها القرآن الكريم وبين القصص التي يحكيها حملة التوراة والإنجيل.
الثمرة السابعة : ومن جملة ثمرات نقل قصص الأنبياء والمرسلين أن يعتبر بها أولوا الألباب ، فالعاقل اللبيب لمّا يسمع كيف كان حال الملوك والسلاطين وكيف كان عاقبة الظلمة تراه يراقب نفسه في كلّ ما يفعل خوفا من زلّة القدم.
قال الله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ
__________________
(١) هود : ١٢٠.
(٢) مريم : ٥٨.