فصل
[حال آدم عليهالسلام بعد قتل هابيل]
[٤٨ / ٤٨] وبالإسناد المذكور (*) عن حبيب السجستانيّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لمّا علم آدم عليهالسلام بقتل قابيل (١) هابيل جزع عليه جزعا شديدا (٢) فشكا ذلك إلى الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إليه : إنّي واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل ، فولدته حوّاء فلمّا كان اليوم السابع سمّاه آدم عليهالسلام شيثا ، فأوحى الله تعالى إليه يا آدم إنّما هذا الغلام هبة منّي إليك فسمّه هبة الله ، فسمّاه آدم به ، فلمّا جاء وقت وفاة آدم صلوات الله عليه أوحى الله تعالى إليه أنّي متوفّيك ، فأوص إلى خير ولدك ، وهو هبتي الذي وهبته لك ، فأوص إليه وسلّم إليه ما علّمتك من الأسماء ، فإنّي أحبّ أن لا تخلو الأرض من عالم يعلم علمي ويقضي بحكمي ، أجعله حجّة لي (٣) على خلقي.
فجمع آدم صلوات الله عليه ولده جميعا من الرجال والنساء ثمّ قال لهم : يا ولدي ، إنّ الله تعالى أوحى إليّ أنّي متوفّيك وأمرني أن أوصي إلى خير ولدي وأنّه هبة الله ، وأنّ الله اختاره لي ولكم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإنّه وصيّي وخليفتي عليكم ، فقالوا جميعا : نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه.
قال : وأمر آدم صلوات الله عليه بتابوت ، ثمّ جعل فيه علمه والأسماء والوصيّة ، ثمّ دفعه إلى هبة الله ، فقال له : انظر إذا أنا متّ يا هبة الله فاغسلني وكفّنّي وصلّ عليّ
__________________
(٠) (*) المراد به الإسناد المذكور في ح ٤٦.
(١) قوله : (قابيل) لم يرد في «ر» «س».
(٢) في «ر» زيادة : (عظيما) ، وفي «س» : (عظيما شديدا) بدلا من : (شديدا).
(٣) قوله : (لي) ليس في «ر» «س».