ذهبت لتدخل بينه وبينهم ، فقال لها آدم : خلّي بيني وبين رسل ربّي ، فقبض ، فغسّلوه بالسدر والماء ، ثمّ لحّدوا قبره وقال : هذا سنّة ولده من بعده ، فكان عمره منذ خلقه الله تعالى إلى أن قبضه سبعمائة وستّا وثلاثين سنة ودفن بمكّة ، وكان بين آدم ونوح صلوات الله عليهما ألف وخمسمائة سنة (١).
[٥٠ / ٥٠] وبهذا الإسناد عن محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، حدّثنا محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : قبض آدم صلوات الله عليه وكبّر عليه ثلاثين تكبيرة ، فرفع خمس وعشرون وبقي السنّة علينا خمسا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكبّر على أهل بدر سبعا وتسعا (٢).
[بعد وفاة نبي الله آدم عليهالسلام]
[٥١ / ٥١] وبهذا الإسناد عن ابن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ قابيل أتى هبة الله عليهالسلام فقال : إنّ أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده ، وأنا كنت أكبر منك وأحقّ به منك ، ولكن قتلت ابنه فغضب عليّ ، فآثرك بذلك العلم عليّ ، وإنّك ـ والله ـ إن ذكرت شيئا ممّا عندك من العلم الذي ورّثك أبوك لتتكبّر به عليّ ولتفتخر عليّ (٣) لأقتلنّك كما قتلت أخاك.
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لتنقضي دولة قابيل ، ولذلك يسعنا (٤) في
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٦٦ / ١٥ ووسائل الشيعة ٣ : ٨٥ / ١٥ ومستدرك الوسائل ٢ : ٢٠١ / ١٢ وكلّهم نقلوا قطعة من الحديث ، وانظر كنز العمّال ١٥ : ٦٠٧ / ضمن ح ٤٢٤٠٨.
(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٦٧ / ١٦.
وأورده الصدوق في كمال الدين : ٢١٤ / ضمن ح ٢ وعنه في بحار الأنوار ١٩ : ٣١٩ / ٧٢.
(٣) في «ر» : (تفتخر به) ، وفي «ص» : (تفتخر عليّ) بدلا من : (لتفتخر عليّ).
(٤) في «ر» «س» : (تسعنا).