تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١).
إلى غير ذلك من الثمرات التي يمكن أن يستشفها الإنسان من خلال تدبّره في آيات الذكر الحكيم وفي كلمات رسوله الكريم وذريّته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
الأمر السابع : المؤلّفات في القصص
لمّا كان موضوع قصص الأنبياء والمرسلين وكيفيّة تعاملهم مع الأمم المبعوثين إليها حائزا أهميّة كبرى فقد انبرى جماعة من علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم للتصدّي لجمع قصص الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام وتبويبها ، كلّ حسب شاكلته ، فبعض كتب في قصّة نبيّ معيّن ، وبعض جمع قصص الأنبياء من كلام رسول الله وأئمّة الهدى من ذريّته صلوات الله عليهم أجمعين ، وبعض خلط مع تلك الروايات الإسرائيليّات ، وبعض كتب في تنزيه الأنبياء وغير ذلك ، مضافا إلى ذلك أنّ كتب التفاسير وكتب التاريخ مشحونة بذلك.
وعلى هذا فمن أراد الوقوف على حقائق سيرتهم عليهمالسلام وفهم ما جرى عليهم من أقوامهم الرجوع إلى أمّهات المصادر الناقلة عن مصدر الوحي المقدّس رسول الله وعترته عليهمالسلام.
والملاحظ على هذا السفر القيّم أنّ مؤلّفه سعى في تهذيب وتنقيح الروايات والأخبار الواردة في قصص الأنبياء عليهمالسلام والتي فيها الغثّ والسمين والردّ والثمين ـ على حدّ تعبيره في المقدّمة ـ فجمع فيها ـ على طاقته ـ زلالها وسلب جريالها وأخذ أخباره عن مصادر مهمّة ، وفي ما يلي نتحدّث عن مصادر المؤلّف فيجب أن تلاحظها.
__________________
(١) يوسف : ١١١.