معلّق فيها ثلاث قناديل من تبر الجنّة تلتهب نورا ، ونزل الركن وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنّة ، وكان كرسيّا لآدم يجلس عليه.
وإنّ خيمة آدم لم تزل في مكانها حتّى قبضه الله تعالى ، ثمّ رفعها الله إليه ، وبنى بنو آدم في موضعها بيتا من الطين والحجارة ، ولم يزل معمورا ، وأعتق من الغرق ، ولم يخرّ به الماء حتّى بعث الله تعالى إبراهيم صلوات الله عليه (١).
[٥٧ / ٥٧] وذكر وهب أنّ ابن عبّاس أخبره أنّ جبرئيل وقف على النبيّ صلوات الله عليه وآله وعليه عصابة خضراء قد علاها الغبار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما هذا الغبار؟ قال : إنّ الملائكة أمرت بزيارة البيت فازدحمت ، فهذا الغبار ممّا تثير الملائكة بأجنحتها (٢).
[٥٨ / ٥٨] قال وهب : ولمّا أراد قابيل أن يقتل أخاه ، ولم يدر كيف يصنع عمد إبليس إلى طائر ، فرضخ (٣) رأسه بحجر فقتله فتعلّم قابيل ، فساعة قتله أرعش جسده ولم يعلم ما يصنع أقبل غراب يهوي على الحجر الذي دمغ أخاه ، فجعل يمسح الدم بمنقاره وأقبل غراب آخر حتّى وقع بين يديه ، فوثب الأوّل على الثاني فقتله ، ثمّ حفر (٤) بمنقاره فواراه فتعلّم قابيل (٥).
[٥٩ / ٥٩] وروي أنّه لم يوار سوأة أخيه ، وانطلق هاربا حتّى أتى واديا من أودية اليمن في شرقيّ عدن ، فكمن فيه زمانا ، وبلغ آدم صلوات الله عليه ما صنع قابيل
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١١ / ١٧ وج ٩٦ : ٦١ / ٣١ ومستدرك الوسائل ٩ : ٣٢٧ / ٧.
وقوع هذا الخبر بين الخبرين عن وهب يشعر بأنّ هذا الخبر أيضا عن وهب.
(٢) عنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٦١ / ٣٢ ، الدرّ المنثور ١ : ١٣٢ وعنه في بحار الأنوار ٥٦ : ٢٦٠ / ٣٤.
(٣) في «س» والبحار : (فرضح) ، وهما بمعنى واحد.
(٤) في «ر» «س» «ص» : (هزّ).
(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٤٢ / ٣٣.