بحجّة لك فيها العذر عند أهل مملكتك (١).
فقال : ما هي؟
قالت : أبعث أقواما من أصحابي الأزارقة حتّى يأتوك به ، فيشهدون لك عليه عندك أنّه قد برئ من دينكم ، فيجوز لك قتله وأخذ أرضه ، قال : فافعلي ـ وكان أهلها يرون قتل المؤمنين ـ فأمرتهم بذلك ، فشهدوا عليه أنّه (٢) برئ من دين الملك ، فقتله واستخلص أرضه.
فغضب الله تعالى للمؤمن فأوحى إلى إدريس عليهالسلام أن ائت عبدي الجبّار فقل له : أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتّى استخلصت أرضه ، فأحوجت عياله من بعده وأوجعتهم (٣) ، أما وعزّتي لأنتقمنّ له منك في الآجل ، ولأسلبنّك ملكك في العاجل ، ولأطعمنّ الكلاب من لحمك ، فقد غرّك حلمي ، فأتاه إدريس عليهالسلام برسالة ربّه ، وهو في مجلسه وحوله أصحابه.
فقال الجبّار : اخرج عنّي يا إدريس ، ثمّ أخبر امرأته بما جاء به إدريس صلوات الله عليه ، فقالت : لا تهولنّك رسالة إدريس ، أنا أرسل إليه (٤) من يقتله وأكفيك أمره ، وكان لإدريس صلوات الله عليه أصحاب مؤمنون يأنسون به ويأنس بهم ، فأخبرهم بوحي الله ورسالته إلى الجبّار ، فخافوا على إدريس منه.
ثمّ بعثت امرأة الجبّار أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوا إدريس ، فأتوه فلم يجدوه في مجلسه ، فانصرفوا ورآهم أصحاب إدريس ، فأحسّوا بأنّهم يريدون قتل إدريس عليهالسلام ، فتفرّقوا في طلبه وقالوا له : خذ حذرك يا إدريس ، فتنحّى
__________________
(١) في «ص» : (مملكته).
(٢) في «ر» زيادة : (قد).
(٣) في «ر» وسعد السعود : (أجعتهم) وفي «ص» : (أوجعتهم).
(٤) قوله : (إليه) ليس في «ر» «س» «ص» وسعد السعود.