قال (١) : فصلّى ثلاث ليال لا يفتر ، وصام أيّامها لا يفطر ، ثمّ طلب إلى الله تعالى في السحر للملك ، فأذن له في الصعود إلى السماء ، فقال له الملك : أحبّ أن أكافيك ، فاطلب إليّ حاجة ، فقال : تريني ملك الموت لعلّي آنس به ، فإنّه ليس يهنأ إليّ مع ذكره شيء ، فبسط جناحيه ثمّ قال (٢) : اركب ، فصعد به ، فطلب ملك الموت في سماء الدنيا ، فقيل له : إنّه قد صعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة ، فقال الملك لملك الموت : مالي أراك قاطبا؟
قال : أتعجّب أنّي كنت تحت ظلّ العرش حتّى أؤمر (٣) أن أقبض (٤) روح إدريس بين السماء الرابعة والخامسة ، فسمع إدريس ذلك فانتفض من جناح الملك ، وقبض ملك الموت روحه مكانه ، وفي قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا* وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(٥)(٦).
[صعود إدريس عليهالسلام إلى السماء]
[٦٦ / ٣] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن
__________________
(١) قوله : (قال) لم يرد في «ص» «م».
(٢) قوله : (قال) لم يرد في «ص» «م».
(٣) في البحار : (أمرت).
(٤) في «ر» «س» : (أقبل).
(٥) مريم : ٥٦ و ٥٧.
(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٧ / ٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٧٦.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٣ : ٢٥٧ / ٢٦ باختلاف في بعض ألفاظه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام .. وعنه في تفسير نور الثقلين ٣ : ٣٤٩ / ١٠٩.
ورواه القمّيّ بالمضمون في تفسيره ٢ : ٥١ : عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.