[٦٨ / ٥] ـ وأنزل الله على إدريس ثلاثين صحيفة ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وأوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكان من كان قبله يلبسون الجلود ، وكان كلّما خاط سبّح الله وهلّله وكبّره ووحّده ومجّده ، وكان يصعد إلى السماء من عمله في كلّ يوم مثل أعمال أهل زمانه كلّهم.
قال : وكانت الملائكة في زمن إدريس صلوات الله عليه يصافحون الناس ويسلّمون عليهم ويكلّمونهم ويجالسونهم ، وذلك لصلاح الزمان وأهله ، فلم يزل الناس على ذلك إلى أن كان (١) زمن نوح عليه الصلاة والسلام وقومه ، ثمّ انقطع ذلك.
وكان من أمره ما كان مع ملك الموت حتّى دخل الجنّة ، فقال ربّه : إنّ إدريس إنّما حاجّك فحجّك بوحيي وأنا الذي هيّأت له تعجيل دخول الجنّة ، فإنّه كان ينصب نفسه وجسده يتعبهما لي ، فكان حقّا عليّ أن أعوّضه من ذلك الراحة والطمأنينة وأن أبوأه بتواضعه لي وبصالح عبادتي من الجنّة مقعدا ومكانا عليّا (٢).
فصل
[مسجد السهلة بيت إدريس عليهالسلام]
[٦٩ / ٦] ـ وبالإسناد عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ،
__________________
ـ أبي عبد الله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي ، عن أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقنديّ ، عن صالح بن سعيد الترمذيّ ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه ... (١) في «ص» «م» : (حتّى كان) بدلا من : (إلى أن كان).
(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٠ / ١ بتمامه.
وأورد ابن طاوس الحسنيّ في فرج المهموم : ٢١ ـ ٢٢ (قطعة منه) نقلا عن كتاب العرائس في المجالس.