ومضى ثلاثة قرون من قومه ، وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيقفه على رأس نوح صلوات الله عليه ، فيقول : يا بنيّ ، إن بقيت بعدي فلا تطيعنّ هذا المجنون (١).
[٨٧ / ٢٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد (٢) بن موسى ، حدّثنا محمّد ابن أبي عبد الله الكوفيّ ، حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ قال : سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ صلوات الله عليهما يقول : عاش نوح صلوات الله عليه ألفين وخمسمائة سنة ، وكان يوما في السفينة نائما (٣) فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك فانتبه نوح صلوات الله عليه وقال لهما : جعل الله ذرّيّتكما خولا (٤) لذرّيّة سام إلى يوم القيامة ، لأنّه برّني (٥) وعققتماني ، فلا زالت سمة عقوقكما في ذرّيّتكما ظاهرة وسمة البرّ في ذرّيّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا ، فجميع السودان حيث كانوا من ولد حام ، وجميع الترك والسقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا ، وجميع البيض سواهم من ولد سام (٦).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٧ / ٩.
وورد مضمونه في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٨١ و ٢٨٢ عن حنّان بن سدير عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٩٩.
(٢) في العلل : (محمّد).
(٣) في العلل والبحار زيادة : (فهبّت ريح فكشفت عورته).
(٤) أي خدما وحشما (المصباح المنير : ١٨٤ خال) ، وفي النهاية ٢ : ٨٨ الخول حشم الرجل وأتباعه واحدهم خائل.
(٥) في العلل : (برّبي).
(٦) أورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ٣١ بنفس السند والمتن ، إلّا أنّ فيه زيادة بعد قوله : (عن الضحك): (وكان كلّما غطّى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث ، فانتبه نوح عليهالسلام فرآهم وهم يضحكون فقال : ما هذا؟ فأخبره سام بما كان ، فرفع عليهالسلام يده إلى السماء يدعو ويقول : اللهمّ غيّر ماء صلب حام حتّى لا يولد له إلّا السودان ، اللهمّ غيّر ماء صلب يافث ، فغيّر الله ماء صلبهما ..) ـ