[في هلاك قوم عاد]
[٩٣ / ١] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن وهب بن منبّه أنّه قال : كان من أمر عاد أنّ كلّ رمل على ظهر الأرض وضعه الله لشيء من البلاد كان مساكن في زمانها ، وقد كان الرمل قبل ذلك في البلاد ، ولكن لم يكن كثيرا حتّى كان زمان عاد ، وأنّ ذلك الرمل كان قصورا مشيّدة وحصونا ومدائن ومصانع ومنازل وبساتين.
وكانت بلاد عاد أخصب بلاد العرب ، وأكثرها أنهارا وجنانا ، فلمّا غضب الله عليهم وعتوا على الله تعالى ، وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله ، فأرسل الله عليهم الريح العقيم ، وإنّما سمّيت «العقيم» لأنّها تلقّحت بالعذاب ، وعقمت عن الرحمة ، وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن والمصانع حتّى عاد ذلك كلّه رملا دقيقا تسفيه (١) الريح ، وكانت تلك الريح ترفع النساء والرجال ، فتهب بهم صعدا ، ثمّ ترمي بهم من الجوّ فيقعون على رؤوسهم منكّسين (٢).
وكانت عاد ثلاثة عشر قبيلة وكان هود عليهالسلام في حسب عاد وثروتها وكان أشبه
__________________
(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).
(١) أي : تحمله الريح (ترتيب كتاب العين ٢ : ٨٣٢).
(٢) في «ر» : (منكوسين).