فوقها القصور ، وقد كانوا ينصبون تلك العمد أعلاما في الأرض على قوارع الطريق ، وكان كثرتهم بالدّهناء (١) ويبرين (٢) وعالج إلى اليمن إلى حضرموت (٣).
[٩٤ / ٢] ـ وسئل (*) وهب عن هود أكان أبا اليمن الذي ولّدهم؟ فقال : لا ، ولكنّه أخو اليمن الذي في التوراة تنسب إلى نوح عليهالسلام ، فلمّا كانت العصبيّة بين العرب وفخرت مضر بأبيها إسماعيل ادّعت اليمن هودا أبا ليكون لهم أبا ووالدا من الأنبياء ، وليس بأبيهم ولكنّه أخوهم.
ولحق هود ومن آمن معه بمكّة ، فلم يزالوا بها حتّى ماتوا ، وكذلك فعل صالح عليهالسلام بعده ، ولقد سلك فجّ الروحاء (٤) سبعون ألف نبيّ حجّاجا ، عليهم ثياب الصوف ، مخطّمين إبلهم بحبال الصوف (٥) ، يلبّون الله بتلبية شتّى ، منهم :
__________________
(١) جاء في لسان العرب ١٣ : ١٦٢ : الدهناء موضع كلّه رمل ، وقيل : الدهناء موضع من بلاد بني تميم مسيرة ثلاثة أيّام لا ماء فيه يمدّ ويقصر ، وفي ص ١٦٣ دهن حيّ من اليمن ينسب إليهم عمّار الدهنيّ. وعالج رمال بين فيد والقربات ينزلها بنو بحتر من طيّ وهي متّصلة بالثعلبيّة على طريق مكّة لا ماء فيها.
(٢) في «ر» «س» : (بالبهنا ويبرين) ، وفي «م» : (بالسهنا وبين من) ، وفي «ص» : (بالهنا وبين بن) بدلا من : (بالدهناء ويبرين) ، والمثبت عن البحار. يبرين علم مشترك لثلاثة مواضع : الأول : في البحرين أو اليمامة وهو الذي في ديار بني سعد من تميم. والثاني : في اليمن ، والثالث : في الشام من أعمال حلب أو حمص ، وهو الذي قتل فيه النعمان بن بشير بعد موقعة مرج راهط. (انظر معجم ما استعجم للبكري الأندلسي ٤ : ١٣٨٧).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٥٧ / صدر الحديث ١٥.
وورد بالمضمون في علل الشرائع ١ : ٣٣ / ١ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٥٥ / ١٢.
(*) عطف على الرواية السابقة.
(٤) الروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة ، وقال في معجم البلدان ٤ : ٢٣٦ فجّ الروحاء بين مكّة والمدينة كان طريق رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى بدر وإلى مكّة عام الفتح وعام الحجّ.
(٥) المخاطم : الانوف واحدها مخطم ، والمراد أنّ أنوف إبلهم مشدودة بحبال من صوف (الصحاح ٥ : ١٩١٥ ، معجم مقاييس اللغة ٢ : ١٩٨).